القائمة الرئيسية

الصفحات

الحقيقة وراء الله

الحقيقة وراء الله


إن فكرة الله فكرة قديمة في الإنسان ولكن هذا القدم لا يدل على شئ بل لأن دل على شئ فإنما يدل على حاجة الإنسان إلى السند والأمل والمعنى..وانه يصعب عليه أن يتقبل حقيقته كما هي ..بلا أطياف ولا عود ولا تخيلات وامتدادات تصله بالمصدر فهو في نظره حقيقة لا بد منها ...

الحقيقة وراء الله



وان كانت فكرة الله فكرة بديهيه واضحة عند البعض فهي فكرة شديدة الغموض عند البعض الأخر- من غير أن يكون هناك نفي أو إثبات لوجود الله- والأمر مرهون بثقافة هذا البعض أو ذاك ومستواه العقلي والعلمي ونموه النفسي .

لقد قلت هذا أكثر من مرة وأعيد هذا لترسيخه في الأذهان ... نحن نومن بالله أولا ومن ثم نصطنع الأدلة والبراهين لإثبات وجوده لإرضاء نفوسنا وإشباع حاجتنا ولتحقيق ذاتنا التي لا تكف عن التساؤل ...


إن الكون ماض في طريقة سائر بمقتضى قوانينه الخاصة كل شئ فيه يعمل بقواه الذاتية بلا خالق بلا عناية بلا تدخل خارجي أيا كان

وكذلك الإنسان... فإذا كانت الأشياء تستغني بذاتها عن أي تدخل خارجي فهو أولى بذلك فلا حاجه به إلى خالق أناني غاشم توارى عنا واوجب علينا معرفته وعبادته بالغيب... 

من غير أن تكون له الجرأة لكشف ذاته فلجأ إلى طرق ملتوية ليثبت لنا وجود ذاته وذلك لاعتمادها على أقاويل وشهادات ومزاعم وأساطير يدلي بها أفراد قلائل أي الأنبياء لا يعلم احد مدى صدقهم عندما يدعون أنهم يكلمون شخصا في السماء !!!


أنا حتى الآن لم افهم أي معنى لوجود الله مادام الله لا يحرك ساكنا ولا يترك أثرا المعنى الوحيد لوجوده معنى نفسي ...

ولقائل أن يقول : وهذه الشمس والقمر والنجوم والكواكب وهذا النظام العجيب هل كل ذلك وليد المصادفة ؟هل يمكن أن يكون المصنوع بلا صانع ؟كل هذا كان كذلك منذ الأزل وسيبقى إلى الأبد

انأ لا أرى الله في هذه الأشياء الرتيبة. هذه الحجارة التي لا تحس ولا تعقل إنما أنا أريد أن أراه في الإنسان الذي لا رتابة فيه واكتفي هنا بالسؤال هل أطفأ الله حريقا ؟ هل شفى مريضا ؟ هل اطعم جائعا ؟
دلني على بصمة واحده لله هنا أو أي اثر في أحداث العالم.... فأوقف ما كان متحركا وحرك ما كان ساكنا ؟


وإلا فكل ما في الكون من جمال كما تدعون ونظام والهه ... لا يساوي دمعة تنهمر من عين أم ترى ابنها في خضنها يتلوى من الموت جوعا وهي لا تستطيع أن تفعل شيئا.
 

فلا كان كوّن ولا كانت إلهه ولا كانت حياة إذا كل المصائب سوف تصب على الإنسان.أكاذيب وأوهام يراد لنا أن نصدقها وإلا فالنار مثوى لنا ...أي نظام هذا الذي يتشدقون به والإنسان وحدة يعاني من فوضى النظام وسوء استخدام النظام؟أي اله هذا الذي عنده خزائن السموات والأرض وليس عنده ما يقتات به جائع فيموت كأي حشرة لا يعبأ به احد.إن الناس يؤمنون بالله في مشاعرهم وعواطفهم ثم يسوقون العقل كالبهيمة لخدمة هذا الإيمان ظانين أن ما يوصلون إليه صادر عن العقل ومادام صادر عن العقل فمن الواجب تصديقه هذا هو لب جميع أدلة العقل على وجود الله
 

لماذا لا يتوقف المومن عن الايمان

المؤمن لا يستطيع التوقف عن الإيمان بالله لان هناك ثمة دوافع قوية وراء إيمانه فان أخشى ما يخشاه الفناء فلا بأس أن يموت إلى اجل أما الموت إلى الأبد فهذا لا يستطيع تصوره وهذا ما يمنعه من التفكير في الفناء ...أعرفت السر ؟؟



محاولات مستمرة لإبقاء الإيمان وبالتالي لتأمين الخلود ورفض كل ما يتعارض مع الخلود .الإنسان مستعد للتعلق بحبال الهواء لإثبات ما يريد... لإثبات ما يرى فيه سعادته

لا خيار أمام المؤمن بالله إلا أن يؤمن به ولا سيما عندما تكون جميع الآفاق مسدودة في وجهه واني لأشفق عليه عندما اطلب منه التوقف عن هذا الإيمان فهو وحده الكفيل بفتح جميع هذه الآفاق لكن أخوف ما أخاف عليه هو غيبوبة الإيمان .

من المستحيل على الإنسان أن يتحرر من الأوهام والأساطير تحررا تاما . إنها خشية الخلاص حيث لا خلاص .إنها جزء من الطبيعة الإنسانية التي ترى في الأوهام والأساطير متسعا لا تراه في حياتها على الأرض ؛مرّها يزيد أضعافا عن حلوها ...الله هو الوهم الأكبر لذلك فهو الملاذ الأكبر ...المؤمنون يحاربون بسيف الله ومهما هُزموا فأنهم لا ينفكون عن الإيمان بنصر الله ؛ فإذا كان هذا النصر مشكوكا فيه في الدنيا فإنهم سيرونه عين اليقين في الآخرة ؛ فلم العجلة والعاقبة للمتقين؟؟؟

وأعود وأقول إن هذه الأدلة لا تعطي آلها إنما تعطي سيلا متدفقا من الأحاسيس والوجدانيات والآمال العذبة وإنها لا تثبت شيئا له مضمون موضوعي ؛ وان كان لها أن تثبت شيئا فأن كل ما تثبته هو ضعف الإنسان واحتياجه وإيقاظ شعوره بالعجز وحاجته إلى السند وتسخير جميع أدلة القلب والعقل لإثبات وجود هذا السند ...هذا هو الإنسان فالبقاء هو أساس وجوده وما الجنة والنعيم والحور العين وما إلى ذلك من أساطير الأولين سوى مراتع لهذا الكائن البائس المعدم الذي نطلق عليه إنسان

يعتقد الكثيرون إن حجة عدم المؤمنين بالله تتلخص بانهم لا يرونه وهذا من أفدح الأخطاء ...فعدم رؤية الشئ ليس حجة على عدم وجوده ولا يقول بذلك عاقل ففي هذا العالم أشياء لا حصر لها ليس من الممكن رؤيتها كأمواج الراديو والأمواج تحت الحمراء وفوق الحمراء ...الخ ومع ذلك فان أحدا لا ينكر وجودها

إن إنكار وجود الله ليس على هذه الدرجة من البساطة وإلا لكانوا المنكرين صبية أغرار أو مجموعه من التافهين العابثين !! فالذي ينكر وجود الله لا ينكره فقط لأنه لا يراه فهذا آخر ما يخطر بباله إنما ينكره

لأنه لا يستطيع أن يتصوره
لأنه لا يستطيع أن يفهمه
لأنه لا يجد في أي مكان من هذا العالم شاهدا على عقله أو على تدخله في هذا العالم أو على حبّه
لان كل شئ يجري متروك لذاته ليس محكوما إلا بقوى طبيعيه وقوانين عمل الأشياء

يقولون إن الإيمان بالله بديهية طبيعيه وضرورة عقليه ملازمة للفطرة الإنسانية لا يتطرق أليها الشك فلو كان ذلك صحيحا فلماذا أجهد رجال الدين والفلاسفة عقولهم ليثبتوا شئ بديهي واضح؟

لو كان وجود الله واضحا وضوح الشمس لا يقبل الجدل فلم الخوض في وجوده وعدم وجوده للبرهنة في النهاية على حقيقة وجوده؟
فلا برهان إلا في حالة الشك فما لم يكن شك فلا برهان لإزالة الشك ..

الله غير موجود

لكن أقولها للتاريخ وابراءا للذمة إن الله غير موجود وان كل الأدلة التي يسوقها المؤمنون على وجوده مليئة بالمغالطات والتلفيقات والقفزات البهلوانية والدوران لا في حلقة مفرغة واحدة بل الكثير من الحلقات المفرغة وفيها من التعسف الكثير

فان الأدلة على وجوده مازالت مبتورة غير كافيه حتى الكتب المقدسة التي تنسب إلى الله عاجزة عن إثبات وجوده فالله من خلال هذه الأدلة لم يزل إلا فكرة غائمة لا تدل على شئ وليس لها جدوى او أي مضمون ايجابي

لا دليل على وجود الله ولا حاجة إلى الله وكل شئ في هذا العالم يجري ويثبت أن الله مجرد إضافة ابتكرها العقل البشري لسد ما يراه في العالم من ثغرات وما يصادفه من خيبات أمل وبذلك يكون السند ملاذا للفقراء والضعفاء والمساكين والمحرومين الذين لا يجدون مكان في هذا العالم فأخترعوا لهم كائنا ظنوه أكثر حنانا

لقد سدت جميع الأبواب في وجوههم وبقي شبه باب في احد الأطراف ظنوه بابا حقيقيا . ولم يخطر ببالهم انه من اختراعهم وصنع أيديهم خلقه اليأس وخيبة الأمل في الواقع المر الذي وجدوا أنفسهم فيه انه من أحلام اليقظة وأحلام جنة عدن التي فيها ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وإنها الحور جاءت لاستقبالهم والترحيب بهم

مع تحياتي الالحادية

وليد الحسيني

تعليقات

13 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. الله يلعنك دنيا واخرة

    ردحذف
    الردود
    1. لو انك مس مهتم في الموضوع كان ما قرأته

      حذف
  2. غير معرف19.10.18

    لعنة الله عليك يا فاجر

    ردحذف
  3. صراخص، كلام منطقي جدا و من القلب 😃

    ردحذف
  4. غير معرف28.2.20

    بارك العقل فيك

    ردحذف
  5. غير معرف10.4.20

    من كتب القران اذا لم يكن الله !!!!!
    القران هوا من اسمي المعجزات علي وجوده تعالي حيث لم يستطع احد اخر ان يكتبه وان يثبت ما فيه من حقائق من الااف السنين
    التي اكتشفها العلم بالامس
    وكما قلت انت عدم رؤيه الشي لا يقتضي عدم الايمان به كالاشعه وغيرها ف كذلك نحن لا نري الله ونؤمن به لان هناك ايات واضحه على هذا وهي المعجزات وغيرهاا ....

    ردحذف
  6. لنفترض ان كلامك صحيح . من هوة الخالق واين نذهب عند الموت وبعد الموت . ومن صنع العالم .

    نحن لانبحث فقط هل هناك وجود لله ام هوة بدعه . نحن نبحث عن من سينصف المظلوم ويعاقب الظالم ومن بنى السماء لو كان دين محمد كذب . اعطوني الاصدق وانا من المصدقين لو هناك قوة افضل من الله تنصفني وتحكمني بلعدل لتمسكت بها . يعني لانركز ان لاوجود لله وانت فرح هذه طامة كبرى هذه مصيبة كوناا اغلبنا ظلمنا في الحياة وعندما لايوجد الله اين سنذهب؟

    ردحذف
    الردود
    1. يا اخي الكريم لماذا تسآل عن وجود اله هل الدين لم يقنع الإنسان لماذا كل البشر يعلمون ان لو لم تخلص فاتورة الكهرباء مثلا فسوف يكون انقطاع لماذا لم يأتي الدين بهذه البساطة مع العلم انه مصير البشر الا يستطيع الإله ان يثبت لنا وجوده لماذا علينا نحن ان نبحث عن شيء غاءب (في كرة القدم الذي يمرر الكرة هو الذي تكون عنده الكرة و ليس العكس) اني اتعذب اتمنى ان يكون اله اني اتعذب

      حذف
  7. غير معرف16.4.21

    مقال رائع

    ردحذف
  8. غير معرف11.1.23

    ابحث عن الحقيقة من أجل تحقيقه داخلى وعلى أرض الواقع باكثر انتماء وايمان- مقالك فيه نقط جميلة للبحث أكثر ولكنك ركزت فى مقالك عن احلام المدنيين من المسلمين ولم تدخل الجميع مثل المسحيى واايهودى واابوءى

    ردحذف
  9. غير معرف11.1.23

    وكانك تركز على اله المسلمين فقط ولم تشر لاعتقاد اليهود والمسيحى والبوذى

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف14.12.23

      لانه ببساطة الاسلام الدين الشائع في هذه المنطقة غير أنه دين قائم علي العنف ولن تجد مسيحي أو بوذي او يهودي يأمر بقتلك مثل الاسلام دين قائم علي الكراهية وتكفير وترهيب الغير لو الاسلام ترك الناس تقول رأيها اكيد الناس لا تكترث له

      حذف
  10. غير معرف18.8.23

    سليم جدا ولكن اشرح لنا كيفية خلق الذكر والأنثى والتزاوج والشهوات بينهما والانجاب والارضاع والمشاعر والاحاسيس الإنسانية
    وكيف عندما تولد البهيمة تعمد ثدى امها بعد دقائق من ولادتها ...
    من علمها الطبيعة...

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال